يا فارس الخيل والابطال خاضعة يا من له كل خلق الله كالخول يا سيد الناس يا من لا مثيل له يا من مناقبه تسرى سرى المثل خذ من مديحي ما أستطيعه كرما فان عجزت فان العجز من قبلي وسوف أهدى لكم مدحا أحبره ان كنت ذا قدرة أو مد في أجلى (فصل) في ذكر كراماته وما جرى على لسانه من إخباره بالمغيبات قال ابن طلحة رحمه الله: اعلم أكرمك الله بالهداية إليه، أن الكرامة عبارة عن حالة تصدر لذي التكليف خارقة للعادة، لا يؤمر باظهارها وبهذا القيد يظهر الفرق بينها وبين المعجز، فان المعجزة مأمور باظهارها لكونها دليل صدق النبي في دعواه النبوة، فالمعجزة مختصة بالنبي لازمة له، إذ لا بد له منها فلا نبي إلا وله معجزة، والكرامة مختصة بالولي اكراما له، لكن ليست لازمة له، إذ توجد الولاية من غير كرامة، فكم من ولي لم يصدف عنه شئ من الخوارق.
إذا عرفت هذه المقدمة فقد كان علي عليه السلام من أولياء الله تعالى وكان له عليه السلام كرامات صدرت خارقة للعادة أكرمه الله بها.
فمنها إخباره عليه السلام بحال الخوارج المارقين، وان الله تعالى أطلعه على أمرهم فأخبر به قبل وقوعه، وخرق به العادة، وكان كرامة له عليه السلام، وذلك أنهم لما اجتمعوا وأجمعوا على قتاله، وركب إليهم لقيه فارس يركض فقال له يا أمير المؤمنين انهم سمعوا بمكانك فعبروا النهروان منهزمين، فقال له عليه السلام: