جهنم وبئس المصير " أسواء المئلان! فاعرفوا. (هم درجات عند الله، والله بصير بما يعملون) لكل درجات مما عملوا في الجنة والنار: أي إن الله لا يخفى عليه أهل طاعته من أهل معصيته.
ثم قال: (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين): أي لقد من الله عليكم يا أهل الايمان، إذ بعث فيكم رسولا من أنفسكم يتلو عليكم آياته فيما أحدثتم، وفيما عملتم، فيعلمكم الخير والشر، لتعرفوا الخير فتعملوا به، والشر فتتقوه، ويخبركم برضاه عنكم إذا أطعتموه فتستكثروا من طاعته وتجتنبوا ما سخط منكم من معصيته، لتتخلصوا بذلك من نقمته، وتدركوا بذلك ثوابه من جنته " وإن كنتم من قبل لفي ضلال مبين ": أي لفي عمياء من الجاهلية، أي لا تعرفون حسنة ولا تستغفرون من سيئة، صم عن الخير، بكم عن الحق، عمى عن الهدى.
ثم ذكر المصيبة التي أصابتهم، فقال: (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم: أنى هذا؟ قل: هو من عند أنفسكم، إن الله على كل شئ قدير): أي إن تك قد أصابتكم مصيبة في إخوانكم بذنوبكم فقد أصبتم مثليها قبل من عدوكم، في اليوم الذي كان قبله ببدر، قتلا وأسرا ونسيتم معصيتكم وخلافكم عما أمركم به نبيكم صلى الله عليه وسلم، أنتم أحللتم ذلك بأنفسكم " إن الله على كل شئ قدير ": أي إن الله على ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير (وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله، وليعلم المؤمنين): أي ما أصابكم حين التقيتم أنتم وعدوكم فبإذني، كان ذلك حين فعلتم ما فعلتم بعد أن جاء كم نصري، وصدقتكم وعدى، ليميز بين المؤمنين والمنافقين، (وليعلم الذين نافقوا منكم): أي ليظهر ما فيهم. (وقيل لهم