دفع ذلك عنهما برحمته وعائدته، حتى سلمنا من وهونهما وضعفهما، ولحقتا بنبيهما صلى الله عليه وسلم.
قال ابن هشام: حدثني رجل من الأسد من أهل العلم، قال: قالت الطائفتان: ما نحب أنا لم نهم بما هممنا به، لتولي الله إيانا في ذلك.
قال ابن إسحاق: يقول الله تعالى: (وعلى الله فليتوكل المؤمنون):
أي من كان به ضعف من المؤمنين فليتوكل على، وليستعن بي، أعنه على أمره، وأدافع عنه، حتى أبلغ به، وأدفع عنه، وأقويه على نيته. (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة، فاتقوا الله لعلكم تشكرون):
أي فاتقوني، فإنه شكر نعمتي. (ولقد نصركم الله ببدر) وأنتم أقل عددا وأضعف قوة (إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين): أي إن تصبروا لعدوي، وتطيعوا أمرى، ويأتوكم من وجههم هذا، أمدكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين قال ابن هشام: مسومين: معلمين. بلغنا عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال: أعلموا على أذناب خيلهم ونواصيها بصوف أبيض، فأما ابن إسحاق فقال: كانت سيماهم يوم بدر عمائم بيضا، وقد ذكرت ذلك في حديث بدر. والسيما: العلامة. وفى كتاب الله عز وجل: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود 29 - من سورة الفتح): أي علامتهم. و (حجارة من سجيل منضود. مسومة - 82 و 83 من سورة هود) يقول: معلمة. بلغنا عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال: عليها علامة، أنها ليست من حجارة الدنيا، وأنها من حجارة العذاب. قال رؤبة بن العجاج: