قال ابن إسحاق: وقال حسان بن ثابت أيضا:
ألا أبلع أبا هدم رسولا * مغلغلة تخب بها المطي أكنت وليكم في كل كره * وغيري في الرخاء هو الولي ومنكم شاهد ولقد رآني * رفعت له كما احتمل الصبى قال ابن هشام: وتروى هذه الأبيات لربيعة بن أمية الديلي، ويروى فيها آخرها.
كببت الخزرجي على يديه * وكان شفاء نفسي الخزرج وتروى أيضا لأبي أسامة الجشمي.
قال ابن إسحاق: وقال حسان بن ثابت في يوم بني قريظة يبكى سعد بن معاذ ويذكر حكمه فيهم:
لقد سجمت من دمع عيني عبرة * وحق لعيني أن تفيض على سعد قتيل ثوى في معرك فجعت به * عيون ذواري الدمع دائمة الوجد على ملة الرحمن وارث جنة * مع الشهداء وفدها أكرم الوفد فإن تك قد ودعتنا وتركتنا * وأمسيت في غبراء مظلمة اللحد فأنت الذي يا سعد أبت بمشهد * كريم وأثواب المكارم والحمد بحكمك في حيى قريظة بالذي * قضى الله فيهم ما قضيت على عمد فوافق حكم الله حكمك فيهم * ولم تعف إذ ذكرت ما كان من عهد فإن كان ريب الدهر أمضاك في الألى * شروا هذه الدنيا بجناتها الخلد فنعم مصير الصادقين إذا دعوا * إلى الله يوما للوجاهة والقصد وقال حسان بن ثابت أيضا، يبكى سعد بن معاذ، ورجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشهداء، ويذكرهم بما كان فيهم من الخير:
ألا يا لقومي هل لما حم دافع؟ * وهل ما مضى من صالح العيش راجع؟