الجنة نأكل منها حيث شئنا] (1) إلا أنا نحب أن ترد أرواحنا في أجسادنا، ثم نرد إلى الدنيا، فنقاتل فيك، حتى نقتل فيك مرة أخرى.
قال ابن إسحاق: وحدثني بعض أصحابنا. عن عبد الله بن محمد بن عقيل، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أبشرك يا جابر؟ قال: قلت: بلى يا نبي الله، قال: إن أباك حيث أصيب بأحد أحياه الله عز وجل، ثم قال له: ما تحب يا عبد الله بن عمرو أن أفعل بك؟ قال:
أي رب، أحب أن تردني إلى الدنيا فأقاتل فيك، فأقتل فيك مرة أخرى.
قال ابن إسحاق: وحدثني عمرو بن عبيد، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده، ما من مؤمن يفارق الدنيا يحب أن يرجع إليها ساعة من نهار، وأن له الدنيا وما فيها، إلا الشهيد، فإنه يحب أن يرد إلى الدنيا، فيقاتل في سبيل الله، فيقتل مرة أخرى ".
قال ابن إسحاق: ثم قال الله تعالى: (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح): أي الجراح، وهم المؤمنون الذين ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم أحد إلى حمراء الأسد على ما بهم من ألم الجراح:
(للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيمانا، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)، والناس الذين قالوا لهم ما قالوا، النفر من عبد القيس، الذين قال لهم أبو سفيان ما قال، قالوا: إن أبا سفيان ومن معه راجعون إليكم. يقول الله عز وجل:
(فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء، واتبعوا رضوان الله، والله ذو فضل عظيم) لما صرف الله عنهم من لقاء عدوهم (إنما ذلكم الشيطان) أي لأولئك الرهط وما ألقى الشيطان على أفواههم (يخوف أولياءه) أي يرهبكم بأوليائه، (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين. ولا يحزنك