قال ابن هشام: ونهى يومئذ عن النوح.
قال ابن هشام: وحدثني أبو عبيدة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع بكاءهن، قال: رحم الله الأنصار! فإن المواساة منهم ما علمت لقديمة، مروهن فلينصرفن.
قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الواحد بن أبي عون، عن إسماعيل بن محمد، عن سعد بن أبي وقاص، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بنى دينار، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، فلما نعوا لها، قالت: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالوا: خيرا يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه؟ قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل!
تريد صغيرة.
قال ابن هشام: الجلل: [يكون] من القليل، ومن الكثير، وهو هاهنا من القليل. قال امرؤ القيس في الجلل القليل:
لقتل بنى أسد ربهم * ألا كل شئ سواه جلل قال ابن هشام وأما قول الشاعر، وهو الحارث بن وعلة الجرمي:
ولئن عفوت لأعفون جللا * ولئن سطوت لأوهنن عظمي فهو من الكثير.
قال ابن إسحاق: فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة، فقال: اغسلي عن هذا دمه يا بنية، فوالله لقد صدقني اليوم، وناولها علي بن أبي طالب سيفه، فقال: وهذا أيضا، فاغسلي عنه دمه، فوالله لقد صدقني اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه سلم: لئن كنت صدقت القتال لقد صدق [معك] سهل بن حنيف وأبو دجانة.