قال ابن هشام: ويقال رجل يصيح، بلسان فصيح، يقول: لا إله إلا الله وأنشدني بعض أهل العلم بالشعر:
عجبت للجن وإبلاسها * وشدها العيس بأحلاسها تهوى إلى مكة تبغى الهدى * ما مؤمنو الجن كأنجاسها قال ابن إسحاق: فهذا ما بلغنا من الكهان من العرب.
إنذار يهود برسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر (1) بن قتادة عن رجال من قومه قالوا: إن مما دعانا إلى الاسلام - مع رحمة الله تعالى وهداه لنا - لما كنا نسمع من رجال يهود، [و] كنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب، عندهم علم ليس لنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه [قد] تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم، فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم، فلما بعث الله رسول الله صلى الله عليه وسلم أجبناه: حين دعانا إلى الله تعالى، وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به، فبادرناهم إليه، فآمنا به وكفروا به، ففينا وفيهم نزل هؤلاء الآيات من البقرة:
{ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين - 89 من سورة البقرة}.
قال ابن هشام: يستفتحون: يستنصرون، ويستفتحون [أيضا] يتحاكمون وفى كتاب الله تعالى: {ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين - 89 من سورة الأعراف}.
قال ابن إسحاق: وحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن محمود بن لبيد أخي بنى عبد الأشهل، عن سلمة بن سلامة بن وقش، .