فاختارت زيدا فأخذته، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندها، فاستوهبه منها، فوهبته له، فاعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبناه، وذلك قبل أن يوحى إليه.
وكان أبوه حارثة قد جزع عليه جزعا شديدا، وبكى عليه حين فقده، فقال:
بكيت على زيد ولم أدر ما فعل * أحي فيرجى أم أتى دونه الاجل فوالله ما أدرى وإني لسائل * أغالك بعدي السهل أم غالك الجبل ويا ليت شعري هل لك الدهر أوبة * فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل (1) تذكرينه الشمس عند طلوعها * وتعرض ذكراه إذا غربها أفل وإن هبت الأرواح هيجن ذكره * فيا طول ما حزني عليه وما وجل (2) سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا * ولا أسأم التطواف أو تسام الإبل حياتي أو تأتى على منيتي * فكل امرئ فان وإن غره الامل ثم قدم عليه وهو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت فأقم عندي، وإن شئت فانطلق مع أبيك! فقال:
بل أقيم عندك. فلم يزل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله فصدقه وأسلم، وصلى معه، فلما أنزل الله عز وجل: {ادعوهم لآبائهم - 5 من سورة الأحزاب}. قال: أنا زيد بن حارثة.
إسلام أبى بكر الصديق رضي الله عنه، وشأنه قال ابن إسحاق: ثم أسلم أبو بكر بن أبي قحافة، واسمه عتيق، واسم أبى قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب ابن لؤي بن غالب بن فهر.
قال ابن هشام: اسم أبى بكر: عبد الله، وعتيق: لقب لحسن وجهه وعتقه.
.