رضي الله عنه: حل يا أم فلان، فقالت: حل، أنت أفسدتهما فأعتقهما، قال:
فبكم هما؟ قالت: بكذا وكذا، قال: قد أخذتهما وهما حرتان، أرجعا إليها طحينها، قالتا: أو نفرغ منه يا أبا بكر ثم نرده إليها؟ قال: وذلك إن شئتما.
ومر بجارية بنى مؤمل، حي من بنى عدى بن كعب، وكانت مسلمة، وعمر بن الخطاب يعذبها لتترك الاسلام، وهو يومئذ مشرك، وهو يضربها، حتى إذا مل قال: إني أعتذر إليك، إني لم أتركك إلا ملالة، فتقول: كذلك فعل الله بك، فابتاعها أبو بكر، فأعتقها.
قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن عبد الله بن أبي عتيق عن عامر ابن عبد الله بن الزبير، عن بعض أهله قال: قال أبو قحافة لأبي بكر: يا بنى، إني أراك تعتق رقابا ضعافا، فلو أنك إذا فعلت [ما فعلت] أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك؟ قال: فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا أبت، إني إنما أريد ما أريد [يعنى] الله [عز وجل] قال: فيتحدث أنه ما نزل هؤلاء الآيات إلا فيه، وفيما قال له أبوه: {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى} إلى قوله تعالى: {وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى * ولسوف يرضى - 5 إلى 21 من سورة الليل}.
قال ابن إسحاق: وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه، وكانوا أهل بيت إسلام، إذا حميت الظهيرة، يعذبونهم برمضاء مكة، فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول - فيما بلغني - صبرا آل ياسر، موعدكم الجنة، فأما أمه فقتلوها، وهي تأبى إلا الاسلام.
وكان أبو جهل الفاسق الذي يغري بهم في رجال من قريش، إذا سمع بالرجل قد أسلم، له شرف ومنعة، أنبه وأخزاه وقال: تركت دين أبيك وهو خير منك! لنسفهن حلمك، ولنفيلن رأيك (1)، ولنضعن شرفك، وإن .