الحارث - فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فشل بعض أصابعه.
قال ابن إسحاق: فلما فعلت ذلك قريش انحازت بنو هاشم ونبو المطلب إلى أبى طالب بن عبد المطلب فدخلوا معه في شعبه واجتمعوا إليه، وخرج من بنى هاشم أبو لهب، عبد العزى بن عبد المطلب، إلى قريش فظاهرهم.
قال ابن إسحاق: وحدثني حسين بن عبد الله: أن أبا لهب لقى هند بنت عتبة بن ربيعة، حين فارق قومه، وظاهر عليهم قريشا، فقال: يا بنت عتبة، هل نصرت اللات والعزى، وفارقت من فارقهما وظاهر عليهما؟ قالت: نعم، فجزاك الله خيرا يا أبا عتبة.
قال ابن إسحاق: وحدثت أنه كان يقول في بعض ما يقول: يعدني محمد أشياء لا أراها، يزعم أنها كائنة بعد الموت، فماذا وضع في يدي بعد ذلك؟ ثم ينفخ في يدي ويقول: تبا لكما، ما أرى فيكما شيئا مما يقول محمد. فأنزل الله تعالى فيه: {تبت يدا أبى لهب وتب - 1 من سورة المسد}.
قال ابن هشام: تبت: خسرت. والتباب: الخسران. قال حبيب بن خدرة (1) الخارجي، أحد بنى هلال بن عامر بن صعصعة:
يا طيب إنا في معشر ذهبت * مسعاتهم في التبار والتبب وهذا البيت في قصيدة له.
قال ابن إسحاق: فلما اجتمعت على ذلك قريش، وصنعوا فيه الذي صنعوا قال أبو طالب:
ألا أبلغا عنى على ذات بيننا * لؤيا، وخصا من لؤي بنى كعب ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا * نبيا كموسى خط في أول الكتب وأن عليه في العباد محبة * ولا خير ممن خصه الله بالحب وأن الذي ألصقتم من كتابكم * لكم كائن نحسا كراغية السقب أفيقوا أفيقوا قبل أن يحفر الثرى * ويصبح من لم يجن ذنبا كذي الذنب .