قال ابن إسحاق: وحدثني هشام بن عروة بن أبيه عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: لقد رأيت زيد بن عمرو بن نفيل شيخا كبيرا مسندا ظهره إلى الكعبة وهو يقول: يا معشر قريش، والذي نفس زيد ابن عمرو بيده، ما أصبح منكم أحد على دين إبراهيم غيري، ثم يقول: اللهم لو أنى أعلم أي الوجوه أحب إليك عبدتك به، ولكني لا أعلمه، ثم يسجد على راحته.
قال ابن إسحاق: وحدثت أن ابنه، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعمر بن الخطاب - وهو ابن عمه - قالا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنستغفر لزيد بن عمرو؟ قال: نعم، فإنه يبعث أمة وحده.
وقال زيد بن عمرو بن نفيل في فراق دين قومه، وما كان لقى منهم في ذلك:
أربا واحدا أم ألف رب * أدين إذا تقسمت الأمور؟
عزلت اللات والعزى جميعا * كذلك يفعل الجلد الصبور فلا العزى أدين ولا ابنتيها * ولا صنمي بنى عمرو أزور ولا هبلا أدين، وكان ربا * لنا في الدهر إذ حلمي يسير (1) عجبت وفى الليالي معجبات * وفى الأيام يعرفها البصير بأن الله قد أفني رجالا * كثيرا كان شأنهم الفجور وأبقى آخرين ببر قوم * فيربل منهم الطفل الصغير وبينا المرء يفتر ثاب يوما * كما يتروح الغصن المطير ولكن أ عبد الرحمن ربى * ليغفر ذنبي الرب الغفور فتقوى الله ربكم احفظوها * متى ما تحفظوها لا تبوروا ترى الأبرار دارهم جنان * وللكفار حامية سعير وخزي في الحياة، وإن يموتوا * يلاقوا ما تضيق به الصدور .