أكنة وفى آذانهم وقرا، وبينك وبينهم حجابا بزعمهم؟ أي أنى لم أفعل ذلك. {نحن أعلم بما يستمعون به، إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون: إن تتبعون إلا رجلا مسحورا - 47 من سورة الإسراء} أي ذلك ما تواصوا به من ترك ما بعثتك به إليهم. {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا - 48 من سورة الإسراء}:
أي أخطئوا المثل الذي ضربوا [لك]، فلا يصيبون به هدى، ولا يعتدل لهم فيه قول {وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا جديدا - 49 من سورة الإسراء} أي قد جئت تخبرنا أنا سنبعث بعد موتنا إذا كنا عظاما ورفاتا، وذلك ما لا يكون. {قل كونوا حجارة أو حديدا * أو خلقا مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة 50 و 51 من سورة الإسراء}. أي الذي خلقكم مما تعرفون، فليس خلقكم من تراب بأعز من ذلك عليه.
قال ابن إسحاق: حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سألته عن قول الله تعالى: {أو خلقا مما يكبر في صدوركم} ما الذي أراد الله به؟ فقال: الموت.
ذكر عدوان المشركين على المستضعفين ممن أسلم بالأذى والفتنة قال ابن إسحاق: ثم إنهم عدوا على من أسلم، واتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين، فجعلوا يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش، وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر، من استضعفوا منهم، يفتنونهم عن دينهم، فمنهم من يفتن من شدة البلاء الذي يصيبه، ومنهم من يصلب لهم، ويعصمه الله منهم.
وكان بلال، مولى أبى بكر رضي الله عنهما، لبعض بنى جمح، مولدا