سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت، إذ سمعت يهوديا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب: يا معشر يهود. حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له: ويلك!
مالك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به.
قال محمد بن إسحاق: فسألت سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت فقلت: ابن كم كان [حسان بن ثابت] مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ فقال: ابن ستين [سنة]، وقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، فسمع حسان ما سمع وهو ابن سبع سنين.
قال ابن إسحاق: فلما وضعته أمه صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى جده عبد المطلب: إنه قد ولد لك غلام، فأته فانظر إليه، فأتاه فنظر إليه، وحدثته بما رأت حين حملت به، وما قيل لها فيه، وما أمرت به أن تسميه فيزعمون أن عبد المطلب أخذه، فدخل به الكعبة فقام يدعو الله، ويشكر له ما أعطاه، ثم خرج به إلى أمه، فدفعه إليها، والتمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم الرضعاء.
قال ابن هشام: المراضع. وفى كتاب الله تبارك وتعالى في قصة موسى عليه السلام: (وحرمنا عليه المراضع - 12 من سورة قصص).
قال ابن إسحاق: فاسترضع له امرأة من بنى سعد بن بكر، يقال لها:
حليمة، ابنة أبى ذؤيب.
وأبو ذؤيب: عبد الله بن الحارث بن شجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة ابن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة ابن قيس بن عيلان.
واسم أبيه الذي أرضعه صلى الله عليه وسلم: الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان بن ناصرة بن فصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن.