استعطاف القلوب وتألف النفوس ليكون الميل إليهم أوفى والقلوب لهم أصفى.
الثامن: أن يكون عونا لهم في استيفاء حقوقهم حتى لا يضعفوا عنها، وعونا عليهم في أخذ الحقوق منهم حتى لا يمنعوا أهلها منها ليصيروا بالمعونة لهم منتصفين وبالمعونة عليهم منصفين، فإن من عدل السيرة فيهم إنصافهم واإتصافهم.
التاسع: أن ينوب عنهم في حقوقهم في بيت مال المسلمين.
العاشر: أن يمنع نساءهم أن يتزوجن إلا من الأكفاء لشرفهن على سائر النساء صيانة لأنسابهن وتعظيما لحرمتهن.
الحادي عشر: أن يقوم ذوي الهفوات منهم، ويقيل ذا الهيئة منهم عثرته ويغفر بعد الوعظ زلته.
الثاني عشر: أن يراعي وقوفهم بحفظ أصولها وتنمية فروعها ويراعي قسمتها عليهم بحسب الشروط والأوصاف.
ويزاد على ذلك في النقابة العامة خمسة أشياء أخرى:
أحدها: الحكم بينهم فيما تنازعوا فيه.
الثاني: الولاية على أيتامهم فيما ملكوه.
الثالث: إقامة الحدود عليهم فيما ارتكبوه.
الرابع: تزويج الأيامى اللاتي لا يتعين أولياؤهن أو قد تعينوا فعضلوهن.
الخامس: إيقاع الحجر على من عته منهم أو سفه وفكه إذا أفاق ورشد (1).
ولا تصح ولاية النقابة إلا من إحدى ثلاث جهات: إما من جهة الخليفة المستولي على كل الأمور، وإما ممن فوض إليه تدبير الأمور كوزير التفويض وأمير الإقليم، وإما من نقيب عام الولاية، يعني به نقيب النقباء (2).
وكانت نقابة الأشراف من المناصب السامية ولها الشأن الأول من الشرف بعد الخلافة، ولذلك قال الشريف الرضي نقيب الأشراف يخاطب الخليفة القادر بالله العباسي من قصيدة:
عطفا أمير المؤمنين فإننا * في دوحة العلياء لا نتفرق ما بيننا يوم الفخار تفاوت * أبدا كلانا في المعالي معرق