وقد صقل ثقافته العربية تجواله في البادية، وتطوافه في الجزيرة أول نشأته محاولا تجديد ما فيه من أخلاق العروبة وتقاليدها، حتى طبع نفسه بذلك الطابع العربي الناصع وجدد ما فيه من روح ودم، ولما عاد إلى الكوفة تردد على المكتبات العامة ودكاكين الوراقين، تلك الحوانيت الغاصة بالورق الصيني والتهامي والخراساني والقرطاس المصري والجلود والصكاك، التي حفظت علوم العرب ونتاجهم العقلي.
وقد كان غاية في الحفظ، كما تشعر بذلك قصته في حانوت أحد الوراقين عندما استعرض من أحد الدلالين كتابا من كتب الأصمعي (1).