عبادة حدثنا زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن دينار عن ابن عباس - رضي الله تبارك وتعالى عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بمكة ثلاث عشرة سنة، وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين (1) وخرجه الترمذي من طريق روح به، قال: حديث ابن عباس - رضي الله تبارك وتعالى عنهما - حديث حسن غريب من حديث عمرو بن دينار.
وخرج مسلم من حديث حماد عن أبي حمرة عن ابن عباس - رضي الله تبارك وتعالى عنهما - قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه وبالمدينة عشرا، ومات وهو ابن ثلاث وستين سنة (2).
وخرج مسلم من حديث حكام مسلم حدثنا عثمان بن زائدة عن الزبير بن عدي عن أنس وأبو بكر رضي الله تبارك وتعالى عنه - قال: قبض وهو ابن ثلاث وستين (3) وروى مالك في الموطأ عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن أنس ابن مالك - رضي الله تبارك وتعالى عنهما - أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالأبيض الأمهق ولا بالآدم ولا بالجعد القطط ولا بالسبط. بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة وليس فيه لحيته ورأسه عشرين شعرة بيضاء (4).
قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله: أما قول: بعثه الله تعالى على رأس أربعين سنة فأقام بمكة عشر سنين فاختلف في ذلك، وأما قوله بالمدينة عشر سنين فأجتمع عليه لا خلاف بين العلماء فيه، وأما قوله: وتوفاه الله تعالى على رأس الستين فمختلف فيه على حسب اختلافهم في مقامه صلى الله عليه وسلم بمكة، فحديث ربيعة عن أنس - رضي الله تبارك وتعالى عنه - على ما يرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن ستين،.
ورواه عن ربيعة جماعة من الأئمة منهم مالك بن أنس، وأنس بن عياض، وعمارة بن عونة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، والأوزاعي، وسعيد ابن أبي هلال، وسليمان بن بلال، كلهم عن ربيعة بمعنى حديث مالك سواه.