قال: هو علي بن أبي طالب - رضي الله تبارك وتعالى عنه - وقال سيف: عن سعيد عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عائشة - رضي الله تبارك وتعالى عنها - قالت: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه الذي ألمه في ليلة صفر واشتكيت في تلك الليلة شكوى فجاءني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في صرة أنادي: وأعماه، وا رأساه، عاصبا صلى الله عليه وسلم رأسه يعودني، فقال: صلى الله عليه وسلم: لقد طرقني يا عائشة طارق من صداع فما برح بي، ولكن وجهك صوري فكيف بحديثك؟
قالت: والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد فزعت فزعة طار عني ما أحذرني حتى ما أخشى منه شيئا، وقربت إليه فالتزمته وأنا أقول: وا ويلاه، فقال: واخبراه، لا تدعي بالويل، وأقبل يمازحني حتى سكنني وإنه لمثبت، وفزع الناس بضحكي فأقبلوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إليكم فإنه لم يحدث إلا خيرا، فتراجع الناس ولزمه النسوة ودرن معه دورة ثم استأذنهن في بيتي، فأذن له.
وقال سيف: عن محمد بن إسحاق، عن الزهري ويزيد بن رومان وأبي بكر بن عبد الله: أن الذي كان ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجعه الذي لزمه أن دخل على عائشة - رضي الله تبارك وتعالى عنها - وهو صلى الله عليه وسلم يجد صداعا فوجدها بصداع وتقول: وا رأساه، فقال صلى الله عليه وسلم: بل أنا والله يا عائشة وا رأساه فوالله لقد طاوعني ما لقد ولدت أن استطار، فسكنني صلى الله عليه وسلم بالمزاح على بحسم منه فقال صلى الله عليه وسلم: ما ضرك يا عائشة لو مت قبلي فأقوم عليك وأصلي عليك؟
فقالت له: لكأني بك قد فعلت وأعرست مع نسائك في آخر ذلك اليوم!
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تمادى به وجعه وهو صلى الله عليه وسلم في ذلك يدور على نسائه حتى استقر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت ميمونة - رضي الله تبارك وتعالى عنها -.
قالت: فلما رأوا ما به اجتمع رأي من في البيت على أن يلدوه وتخوفوا أن يكون به ذات الجنب، ففعلوا، ثم فرج عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لدوه، فقال صلى الله عليه وسلم من صنع بي هذا؟ فهبنه، واعتللن بالعباس - رضي الله تبارك وتعالى عنه - فاتخذ جميع من في البيت العباس - رضي الله تبارك وتعالى عنه - سببا، ولم يكن له في ذلك رأي، فقالوا: يا رسول الله: عمك العباس -