لربنا حامدون، ولما ظعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف قيل: يا رسول الله ادع الله على ثقيف فقال: اللهم اهد ثقيفا وائت بهم (1).
وقال ابن إسحاق (2): حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وعبد الله بن المكرم عمن أدركوا من أهل العلم، قالوا: حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الطائف ثلاثين ليلة أو قريبا من ذلك، ثم انصرفوا عنهم ولم يؤذن فيهم، فقدم المدينة فجاءه وفدهم في رمضان فأسلموا.
وأما إخباره صلى الله عليه وسلم عن ذي الخويصرة بأنه وأصحابه يمرقون من الدين فكان كما أخبر يروي قتيبة بن سعيد وأبو خيثمة وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعثمان ابن أبي شيبة قالوا جميعا: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله يعني ابن مسعود - رضي الله تبارك وتعالى عنه - قالوا: لما كان يوم حنين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا في القسمة، فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ في القسمة، فقال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها، وما أريد بها وجه الله! قال: فقلت: والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيته فأخبرته بما قال الرجل، فتغير وجهة حتى صار كالصرف، قال: فمن يعدل إذا لم يعدل الله