بشر بن البراء أمر بقتلها، وقال ابن لهيعة: حدثنا أبو الأسود عن عروة بن الزبير (1).
وقال إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة وقال محمد بن فليح:
حدثنا عقبة عن ابن شهاب قال لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وقتل من قتل منهم أهدت زينت بنت الحارث اليهودية وهي ابنة أخي مرحب لصفية شاة مصلية وسممتها، وأكثرت في الكتف والذراع لأنه بلغها أنه أحب أعضاء الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية ومعه بشر بن البراء بن معرور أخو بني سلمة، فقدمت إليهم الشاة المصلية، فتناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتف وانتهش منها، وتناول بشر بن البراء عضوا فانتهش منه، فلما استرطها رسول الله صلى الله عليه وسلم استرط بشر بن البراء ما في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرفعوا أيديكم فإن كتف هذه الشاة تخبرني أن قد بغيت فيها، فقال بشر بن البراء:
والذي أكرمك لقد وجدت ذلك في أكلتي التي أكلت فما منعني أن ألفظها إلا أني أعظمت أن أنغصك طعامك، فلما أسغت ما في فيك، لم أكن أرغب بنفسي عن نفسك، ورجوت أن لا تكون استرطتها وفيها بغي، فلم يقم بشر من مكانه حتى عاد لونه مثل الطيلسان، وماطله وجعه حتى كان لا يتحول إلا ما حول (2).
(قال جابر): وفي رواية ابن فليح عن موسى، قال الزهري: قال جابر بن عبد الله: واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكاهل يومئذ حجمه مولى بني بياضه بالقون والشفرة وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي توفي فيه فقال: ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت من الشاة يوم خيبر عدادا حتى كان هذا أوان انقطع الأبهر مني فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم شهيدا (3).
وقد ذكر ابن إسحاق (4) والواقدي قصة سم الشاة، وسياق الواقدي أنه قال في (مغازيه) (5): لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر واطمأن جعلت زينت ابنة