أخبريني ما دينك؟ فقلت: أما تعرف ما ديني فقال ما كنا في باطل والدين ما نحن فيه اليوم فعجبت من ذلك وخرج وتركني ووجه بخبز [ولحم]، فلم أمسه حتى عاد فأصلحه.
وأتاه رجل من أصحابه فسألني هل أحسن من أمر النساء شيئا فقلت نعم فأدخلني دار فإذا امرأة تطلق فقعدت بين يديها وجعلت أكلمها ولا تكلمني حتى ولدت غلاما فأصلحت من شأنه وتلطفت بها حتى كلمتني فسألتها عن حالها فقالت أنا امرأة هاشمية أخذها هؤلاء الأقوام فذبحوا أبي وأهلي جميعا وأخذني صاحبهم فأقمت عنده خمسة أيام ثم أمر بقتلي فطلبني منه أربعة أنفس من قواده فوهبني لهم وكنت معهم فوالله ما أدري ممن هذا الولد منهم.
قالت فجاء رجل فقالت لي هنيه فهنيته فأعطاني سبيكة فضة وجاء آخر، وآخر أهني كل واحد منهم ويعطيني سبيكة فضة ثم جاء الرابع ومعه جماعة فهنيته فأعطاني ألف درهم وبتنا فلما أصبحنا قالت المرأة قد وجب حقي عليك فالله الله خلصيني! قالت ممن أخلصك فأخبرتها خبر ابني فقالت عليك بالرجل الذي جاء آخر القوم فأقمت يومي، فلما أمسيت وجاء الرجل قمت له وقبلت يده ورجله ووعدته أنني أعود بعد أوصل ما معي إلى بناتي فدعا قوما من غلمانه وأمرهم بحملي إلى مكان ذكره وقال اتركوها فيه وارجعوا فساروا بي عشرة فراسخ فلحقنا ابني فضربني بالسيف فجرحني ومنعه القوم،