وعلم يحجزه عن التهور والتغرير في الأشياء إلا مع إمكان فرصتها، وشجاعة لا ينقصها الملمات مع تواتر حوائجها وجود يهون تبذير الأموال عند سؤالها وأما الثلاث فسرعة مكافأة الاحسان إلى صالح الأعوان وثقل الوطأة على أهل الزيغ والعدوان والاستعداد للحوادث إذ لا تؤمن حوادث الزمان.
وأما الاثنتان فاسقاط الحجاب عن الرعية والحكم بين القوي والضعيف بالسوية.
وأما الواحدة فالتيقظ للأمور وقد اخترت لهم رجلا من موالي أحدهم شديد الشكيمة ماضي العزيمة لا تبطره السراء ولا تدهشه الضراء ولا يهاب ما وراءه ولا يهوله ما يلقاه فهو كالحريش في أصل السلام إن حرك حمل وإن نهش قتل عدته عتيدة ونقمته شديدة يلقى الجيش في النفر القليل بقلب أشد من الحديد طالب للثار لا تفله العساكر باسل الباس ومقتضب الأنفاس لا يعوزه ما طلب ولا يفوته من هرب وارى الزناد مضطلع العماد لا تشرهه الرغائب ولا تعجزه النوائب إن ولي كفى وإن قال وفى وإن نازل فبطل وإن قال فعل،