وسار إلى المدينة فتوارى عاملها ثم رجع إسماعيل إلى مكة في رجب فحصرهم حتى تماوت أهلها جوعا وعطشا وبلغ الخبز ثلاثة أواق بدرهم واللحم رطل بأربعة دراهم وشربة ماء بثلاثة دراهم ولقي أهل مكة منه كل بلاء.
ثم سار إلى جدة بعد مقام سبعة وخمسين يوما فحبس عن الناس الطعام وأخذ الأموال التي للتجار وأصحاب المراكب ثم وافى إسماعيل عرفة وبها محمد بن أحمد بن عيسى بن المنصور الملقب بكعب البقر وعيسى بن محمد المخزومي صاحب جيش مكة كان المعتز وجههما إليه فقاتلهما إسماعيل وقتل من الحاج نحو ألف ومائة وسلب الناس وهربوا إلى مكة ولم يقفوا بعرفة ليلا ولا نهارا ووقف إسماعيل وأصحابه ثم رجع إلى جدة فأفنى أموالها.
وفيها مات سري السقطي الزاهد وإسحاق بن منصور بن بهرام أبو يعقوب الكوسج الحافظ النيسابوري توفي في جمادى الأولى وله مسند يروى عنه.