الا أيها الليل الطويل الا انجلى * بصبح وما الاصباح منك بأمثل وبه تتضح مشكلة أخرى وهى ان الاستفهام والترجي والتمني التي استعملت في الذكر الحكيم، لو بقيت على حالها لاستلزمت النقص والجهل والعجز في ذاته، تعالى عن العيوب والنقايص، و (حلها) ان الكلمات الموضوعة لانشاء تلك المعاني كلها مستعملة فيما وضعت له لأجل الانتقال إلى معنى آخر حسب مناسبة الموارد والمقامات (1) في أن الهيئة هل تدل على الوجوب أولا (الثالث) بعد ما عرفت ان الهيئة وضعت للبعث والاغراء يقع الكلام في أنها هل وضعت للبعث الوجوبي أو الاستحبابي أو القدر المشترك بينهما اولهما على سبيل الاشتراك اللفظي، فلنقدم لتحقيقه أمورا الأول إذا راجعت وجدانك تعرف ان المصالح والغايات المطلوبة لها دخل تام في قوة الإرادة وضعفها، كيف لا وان الإرادة المحركة لعضلاته لانجاء نفسه من الهلكة أقوى من الإرادة المحركة لها نحو لقاء صديقه وهى أقوى من المحركة لها للتفريح والتفرج ويمكن ان يستكشف مراتب الإرادة واختلافها شدة وضعفا عن تحريك العضلات سرعة وبطؤا، فظهر ان ادراك أهمية المصالح واختلاف الاشتياقات علة لاختلاف الإرادة في الشدة والضعف والتوسط بينهما، كما أن اختلاف الإرادة علة لاختلاف حركة العضلات سرعة وبطؤا وقوة وضعفا كل ذلك مع الاقرار بان الإرادة من صقع النفس وفاعليتها (ومن
(١٠٣)