المورثة لتشجيعها أو تحريكها نحو المقصود لكن انبعاث الانسان بعد فهم بعث مولاه و احراز موضوع الإطاعة لأجل مباد موجودة في نفسه كالخوف من عقابه وعذابه والرجاء لرحمته وغفرانه ورضوانه وليس المراد من الايجاد ايجاد شئ في عالم التكوين حتى يقال انا لا نتصور له معنى بل المراد هو ايجاد بعث اعتباري في دائرة المولوية والعبودية مكان البعث بالجوارح من يده ورجله وغيرهما وقد عرفت نظائره في حروف القسم والنداء فإنها موجودات بنحو من الايجاد لمعانيها، وفي ألفاظ العقود والايقاعات فإنها عند العقلاء موضوعة لإيجاد الأمر الاعتباري من معاني البيع والإجارة والطلاق وقس عليه المقام واما ما افاده المحقق الخراساني من كونها موضوعة لانشاء الطلب (فغير واضح المراد) إذا المقصود من الطلب إن كان هو الطلب الحقيقي الذي هو عين الإرادة على مسلكه فيصير مآله انها لا نشاء الإرادة فهو واضح الفساد، إذ لا معنى لا نشاء الإرادة التي هي أمر تكويني (أولا) ويلزم أن يكون معنى اضرب هو أريد منك الضرب مع أن التبادر على خلافه (ثانيا) وإن كان المراد هو الطلب الايقاعي كما هو غير بعيد من سوق كلامه ففيه، انا لا نتصور هنا غير البعث والاغراء شيئا آخر حتى نسميه طلبا اغرائيا، ولو فرض له معنى محصل فيرد بحكم التبادر إذ هو غير متبادر من الهيئة (الثاني) قد تقدم منا تحقيق القول في الحقيقة والمجاز ومر ان اللفظ فيها مستعمل في الموضوع له ولكن ليثبت الذهن فيه ولا يتجاوز إلى غيره في الحقيقة أو يتجاوز إلى شئ آخر بادعاء ان الثاني أيضا عينه (فح) يتضح ان الترجي والتمني والتهديد وإن كانت ربما تراد من الامر لكن لا في عرض البعث والاغراء، بل المستعمل فيه مطلقا هو البعث وانما يجعل عبرة لغيره أحيانا ثم الانتقال من المعنى الحقيقي اما إلى معنى محقق في الواقع كما في قوله سبحانه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات، استعمل الامر في البعث لكن لا ليحق عليه بل لأجل الانتقال إلى أمر محقق ثابت غير قابل للانشاء وهو خطائهم في نسبة الافتراء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أو عجزهم عن المعارضة والمناضلة، واما إلى معنى انشائي ايقاعي، فينشأ تبعا لصيغة الامر كالترجي وتمنى الاستخلاص في قول امرء والقيس في معلقته
(١٠٢)