بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٨
نعم العلة التامة لاحد الضدين، ربما تكون مانعة عن الآخر، ومزاحمة لمقتضيه في تأثيره، مثلا تكون شدة الشفقة على الولد الغريق وكثرة المحبة له، تمنع عن أن يؤثر ما في الأخ الغريق من المحبة والشفقة، لإرادة إنقاذه مع المزاحمة فينقذ الولد دونه، فتأمل جيدا (1).
____________________
(1) لما بين أحد الضدين لا يعقل ان يكون هو المانع الذي يكون عدمه من أجزاء علة الضد الآخر، وحيث إن وجود كل ممكن في عالم الكون والفساد يحتاج إلى مقتض وشرط وعدم المانع. بقي عليه ان يبين المانع الذي عدمه مما يتوقف عليه وجود الضد، فأشار إلى هذا بقوله: ((والمانع...)) إلى آخره، وحاصله: ان المانع الذي عدمه مما يتوقف عليه وجود الضد هو العلة لا نفس الضد الآخر.
وبعبارة أخرى: ان المانع الحقيقي لوجود الضد هو الذي يزاحم سببه ومقتضيه الذي يقتضي وجوده، والمزاحم انما هو علة الضد الآخر لا نفس الضد الآخر، فعلتا الضدين هما المتمانعان والمتغلب من العلتين هو المانع بالفعل الذي يكون عدمه مما يتوقف عليه تأثير الآخر وايجاده للضد الآخر لا نفس الضدين، والى هذا أشار بقوله: ((والمانع الذي يكون موقوفا عليه الوجود)): أي المانع الذي يتوقف على عدمه الوجود للضد الآخر ((هو ما كان ينافي ويزاحم المقتضي في تأثيره)).
فالمانع هو المزاحم في التأثير وهو العلة لا ما يعاند الشيء ويزاحمه في وجوده)) وهو نفس الضد الذي يعاند بوجوده وجود الضد وليس هو المزاحم لمقتضي الضد في تأثيره، وانما المزاحم له هي العلة للضد دون المعلول الذي هو نفس الضد، ولذا قال: ((نعم العلة التامة لأحد الضدين ربما تكون مانعة عن الآخر)): أي عن وجود الضد الآخر ومزاحمة لمقتضيه في تأثيره)) ولعل وجه تعبيره بربما لبيان المانع الذي يستند عدم وجود الضد اليه لا إلى عدم المقتضي وهو العلة التامة لوجود الضد المجتمعة مع المقتضي وساير الشرايط لوجود الضد الآخر ويشعر بما احتملناه مثاله الذي أنكره وهو الشفقة على الولد الموجبة لإرادة انقاذه المجتمعة مع الشفقة على الأخ التي
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الواجب 1
2 اقسام المقدمة 5
3 المقدمة الداخلية والخارجية 5
4 خروج الأجزاء عن محل النزاع 15
5 المقدمة الخارجية 22
6 المقدمة العقلية والشرعية والعادية 22
7 رجوع المقدمة العادية إلى العقلية 24
8 مقدمة الوجود والصحة والوجوب والعلم 27
9 رجوع مقدمة الصحة إلى مقدمة الوجود 27
10 خروج مقدمة الوجوب والمقدمة العلمية عن محل النزاع 27
11 تقسيم المقدمة إلى المتقدم والمقارن والمتأخر 31
12 الاشكال في المقدمة المتأخرة 33
13 تقسيم الواجب إلى المطلق والمشروط 50
14 اشكال تفكيك الانشاء عن المنشأ وجوابه 68
15 دخول المقدمات الوجودية للواجب المشروط في محل النزاع 78
16 تذنيب 85
17 تقسيم الواجب إلى المعلق والمنجز 89
18 اشكال المصنف (ره) على صاحب الفصول (ره) 102
19 تقسيم الواجب إلى النفسي والغيري 133
20 الشك في كون الواجب نفسيا أو غيريا 140
21 تذنيبان 149
22 اشكال ودفع 153
23 تبعية المقدمة لذيها في الاطلاق والاشتراط 172
24 عدم اعتبار قصد التوصل في وجوب المقدمة 176
25 في الرد على القول بالمقدمة الموصلة 193
26 استدلال صاحب الفصول (قده) على وجوب المقدمة الموصلة 201
27 الجواب عن الوجوه 207
28 ثمرة القول بوجوب المقدمة الموصلة 221
29 الاشكال على الثمرة 224
30 تقسيم الواجب إلى الأصلي والتبعي 230
31 تذنيب في بيان الثمرة 237
32 تأسيس الأصل في المسألة 250
33 استدلال أبي الحسن البصري على وجوب المقدمة 260
34 مقدمة المستحب كمقدمة الواجب 269
35 فصل الأمر بالشيء هل يقتضي النهي عن ضده 275
36 توهم كون ترك الضد مقدمة لضد آخر 279
37 ثمرة المسألة 308
38 في مبحث الترتب 311
39 اشكال المصنف (قده) على القائل بالترتب 325
40 فصل عدم جواز الامر مع العلم بانتفاء الشرط 335
41 فصل تعلق الأوامر والنواهي بالطبائع 340
42 فصل إذا نسخ الوجوب فلا دلالة على بقاء الجواز 350
43 فصل في الواجب التخييري 358
44 فصل في الواجب الكفائي 377
45 فصل في الواجب الموسع والمضيق 380
46 فصل الامر بالامر بشيء امر به 390
47 فصل إذا ورد امر بشيء بعد الامر به 391