ويؤيده انسباق صورة الإشارة الذهنية من سماع هذا اللفظ من النائم والساهي مع الجزم بعدم إشارتهما خارجا ولو كان اللفظ موضوعا للإشارة الخارجية فلا معنى لانسباق مفهومها في الذهن لأنه أجنبي عن الموضوع له، والمفروض انه لا موجب لهذا الانسباق أيضا الا الوضع فذلك [أقوى] دليل وشاهد على عدم وضعها كأمثالها من [أدوات] التمني والترجي لمعانيها بما هي حقائق خارجية، وبعد ذلك نقول:
انه لا معنى لوضعها لصرف الإشارة إلى معنى لفظ آخر كيف! ولازمه كون معانيها من النسب والروابط وهو لا يناسب اسميتها، وصيرورتها مبتدأ تارة وخبرا أخرى، بل لا بد من وضعها لمعنى مستقل متعلق للإشارة لا نفس الإشارة وهذا المعنى أيضا لا يعقل أن يكون من المفاهيم التفصيلية من مثل مفهوم الانسان في مثل (هذا الانسان) إذ لا يكاد ينسبق في الذهن الا مفهوم واحد وهذا المفهوم الواحد يستحيل أن يكون معنى كل واحد من اللفظين للزوم اجتماع اللحاظين في شئ واحد (1) فلا محيص من جعله من المفاهيم الاجمالية والمبهمات المحضة القابلة لانطباقها على أي مفهوم تفصيلي بحيث تكون المفاهيم التفصيلية الواقعية في ذيلها بيانا لإجمالها.
ولقد أجاد النحويون حيث جعلوا هذه المفاهيم التفصيلية المتصلة بها عطف بيان لأسماء الإشارة وجعلوا أسماء الإشارة والضمائر من المبهمات ولقد