مقالات الأصول - آقا ضياء العراقي - ج ١ - الصفحة ١٠٣
التعبير ولكن يا ليته [اقتصر] في تعبيره هذا بالنسبة إلى مقام أخذ السنخ في باب المفاهيم لا في مقام ارجاع القيد إلى الهيئة إذ في هذا المقام الهيئة بنفسها [مقيدة] بلا تقييد في المادة وان [ضاقت] قهرا تبعا لضيق [حكمها] كما هو الشأن في طرف العكس فتدبر. وأعجب منه أن [الذي] دعاه إلى هذا التعبير في هذا المقام توهم مغفولية المعاني الحرفية، إذ مع المغفولية كيف [تلاحظ] المادة المنتسبة كي يرجع القيد إليها بل حينئذ لا يلتفت إلا إلى نفس المادة. فتدبر.
بقي الكلام في أسماء الإشارة وبقية المبهمات فنقول: انه قد يتوهم أيضا وضع أسماء الإشارة لنفس الإشارة الخارجية إلى مدلول مدخولها، وزاد بعض آخر: دلالتها على معنى متخصص بهذه الإشارة (1) والتزم بكونها من باب الوضع العام والموضوع له الخاص الناشئة خصوصياته من قبل الإشارة الحاصلة بنفس اللفظ وجعل ذلك فارقا (2) بينها وبين سائر ما كان [الموضوع له] خاصا بوضعه العام، ولكن يمكن رفض القولين بنحو [ما أشرنا] في أداة التمني والترجي من أن لازم أخذ الإشارة الخارجية في وضعها عدم صدق استعمالها على وفق وضعها في غير صورة إرادة الإشارة الحقيقية بها ويلزمه كون استعمالها في مثل مورد التمثيل وغيره لقلقة لسان وهو كما ترى (3).

(1) حاصل الرأيين:
أما الأول: فهو ان " هذا " مثلا موضوع للإشارة الخارجية لا الذهنية المتوجهة نحو مدلول كلمة (الرجل) في قولنا (هذا الرجل).
وأما الثاني: فهو ان " هذا " موضوع لمدلول الرجل المتخصص بالإشارة الخارجية.
(2) يعني ان الفارق بين معاني أسماء الإشارة - على القول الثاني - وسائر ما كان الوضع فيه عاما والموضوع له خاصا هو ان الخصوصية هنا تنشأ من الإشارة الحاصلة باللفظ ولا تنشأ من المعنى نفسه. بخلاف بقية الموارد.
(3) حاصل الاشكال على القول الأول:
ان الإشارة الخارجية إذا كانت دخيلة في المعنى الموضوع له فلازمه اننا حينما نستعمل اسم الإشارة ولم نرد به الإشارة الحقيقية، كما إذا أردنا التمثيل فقلنا: (اسم الإشارة مثل " هذا ") فحينئذ لا يكون استعمال (هذا) في المثال استعمالا حقيقيا. ويترتب عليه عدم تطابق المثال والممثل له. فان الممثل له هو اسم الإشارة الحقيقي ولكن المثال هو اسم الإشارة المستعمل في غير المعنى الحقيقي. ولهذا يكون هذا الاستعمال لغوا ولقلقة لسان حسب تعبيره.
(١٠٣)
مفاتيح البحث: التصديق (1)، الرفض (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 109 ... » »»
الفهرست