ولقد اشتبه الأمر على بعض وجعلها من سنخ مطلق الأعراض القائمة بالجوهر في عالم الذهن كخارجه، ولعل منشأ اشتباهه تعبيرهم أن (من) للابتداء و (إلى) للانتهاء و (لعل) للترجي و (ليت) للتمني و (لام الأمر) للطلب، إذ هذه كلها من غير مقولة الإضافة، وجعل الفرق بين الاسم والحرف بحسب قيام هذه المعاني بغيرها في الحرف، واستقلال وجودها في الذهن في الأسماء (1).
ولكن فيه غفلة وذهول، كيف; ولازمه عدم احتياج المعاني الحرفية إلى الطرفين بل [يكفيها] طرف واحد هي قائمة به وهو كما ترى ينادي الوجدان بفساده، فلا محيص من جعل سنخ معانيها على هذا المسلك (2) من سنخ النسب