وقوله: جمالات صفر اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: كأن الشرر الذي ترمي به جهنم كالقصر جمالات سود: أي أينق سود وقالوا:
الصفر في هذا الموضع، بمعنى السود. قالوا: وإنما قيل لها صفر وهي سود، لان ألوان الإبل سود تضرب إلى الصفرة، ولذلك قيل لها صفر، كما سميت الظباء أدما، لما يعلوها في بياضها من الظلمة. ذكر من قال ذلك:
27876 - حدثني أحمد بن عمرو البصري، قال: ثنا بدل بن المحبر، قال: ثنا عباد بن راشد، عن داود بن أبي هند، عن الحسن كأنه جمالة صفر قال: الأينق السود.
27877 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة كأنه جمالات صفر كالنوق السود الذي رأيتم.
27878 - حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: جمالات صفر قال: نوق سود.
27879 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران وحدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، جميعا عن سفيان، عن خصيف، عن مجاهد كأنه جمالات صفر قال: هي الإبل.
* - قال: ثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة كأنه جمالات صفر قال: كالنوق السود الذي رأيتم.
وقال آخرون: بل عني بذلك: قلوس السفن، شبه بها الشرر. ذكر من قال ذلك:
27880 - حدثني محمد بن سعيد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس كأنه جمالات صفر فالجمالات الصفر: قلوس السفن التي تجمع فتوثق بها السفن.
* - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سعيد، عن عبد الرحمن بن عابس، قال:
سألت ابن عباس عن قوله: كأنه جمالات صفر قال: قلوس سفن البحر يجمل بعضها على بعض، حتى تكون كأوساط الرجال.
* - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس، قال: سمعت ابن عباس سئل عن جمالات صفر فقال: حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال.