وقوله: علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله يقول تعالى ذكره: علم ربكم أيها المؤمنون أن سيكون منكم أهل مرض قد أضعفه المرض عن قيام الليل وآخرون يضربون في الأرض في سفر يبتغون من فضل الله في تجارة قد سافروا لطلب المعاش فأعجزهم، فأضعفهم أيضا عن قيام الليل وآخرون يقاتلون في سبيل الله يقول: وآخرون أيضا منكم يجاهدون العدو فيقاتلونهم في نصرة دين الله، فرحمكم الله فخفف عنكم، ووضع عنكم فرض قيام الليل فاقرءوا ما تيسر منه يقول: فاقرءوا الآن إذ خفف ذلك عنكم من الليل في صلاتكم ما تيسر من القرآن. والهاء في قوله منه من ذكر القرآن. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
27354 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: ثم أنبأ بخصال المؤمنين، فقال: علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله، وآخرون يقاتلون في سبيل الله، فاقرءوا ما تيسر منه قال: افترض الله القيام في أول هذه السورة، فقام نبي الله (ص) وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء، ثم أنزل التخفيف في آخرها فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة.
وأقيموا الصلاة يقول: وأقيموا المفروضة وهي الصلوات الخمس في اليوم والليل وآتوا الزكاة يقول: وأعطوا الزكاة المفروضة في أموالكم أهلها. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
27355 - حدثني بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فهما فريضتان واجبتان، لا رخصة لاحد فيهما، فأدوهما إلى الله تعالى ذكره.
وقوله: وأقرضوا الله قرضا حسنا يقول: وأنفقوا في سبيل الله من أموالكم.
وكان ابن زيد يقول في ذلك ما:
27356 - حدثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
وأقرضوا الله قرضا حسنا قال: القرض: النوافل سوى الزكاة.
وقوله: وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا يقول: