يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): فإن كنت يا محمد في شك من حقيقة ما أخبرناك وأنزل إليك من أن بني إسرائيل لم يختلفوا في نبوتك قبل أن تبعث رسولا إلى خلقه، لأنهم يجدونك عندهم مكتوبا ويعرفونك بالصفة التي أنت بها موصوف في كتابهم في التوراة والإنجيل فاسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك من أهل التوراة والإنجيل كعبد الله بن سلام ونحوه من أهل الصدق والايمان بك منهم دون أهل الكذب والكفر بك منهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس، في قوله: فاسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك قال: التوراة والإنجيل الذين أدركوا محمدا (ص) من أهل الكتاب فآمنوا به، يقول: فاسألهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله تعالى: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك قال:
هو عبد الله بن سلام، كان من أهل الكتاب فآمن برسول الله (ص).
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قوله: فاسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك قال: هم أهل الكتاب.
حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول: فاسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك يعني أهل التقوى وأهل الايمان من أهل الكتاب، ممن أدرك نبي الله (ص).
فإن قال قائل: أو كان رسول الله (ص) في شك من خبر الله أنه حق يقين حتى قيل له:
فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك قيل:
لا وكذلك قال جماعة من أهل العلم.
حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، في قوله: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فقال: لم يشك النبي (ص) ولم يسأل.