التأمل في نهاية الآية والآية التي تليها يكشف عن رجاحة التفسير الأول (1).
وثمة أقوال أخرى في تفسير الآية تركناها لعدم جدواها.
الآية الأخيرة في السورة تشير إلى الأساس والسبب في شقاء هذه المجموعة المشركة الفاسدة، إذ يقول تعالى عنهم: ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم.
ولأنهم لا يؤمنون بيوم الحساب والجزاء، فهم يقومون بأنواع الجرائم والمعاصي مهما كانت، ومهما بلغت. إن حجب الغفلة والغرور تهيمن على هؤلاء فتنسيهم لقاء الله، مما يؤدي بهم إلى السقوط عن مصاف الإنسانية.
ولكنهم يجب أن يعلموا: ألا إنه بكل شئ محيط.
إن جميع أعمالهم ونواياهم حاضرة في علم الله، وكل ذلك يسجل لمحكمة القيامة والحشر.
" مرية " على وزن " جزية " و " قرية " تعني التردد في اتخاذ القرار، والبعض اعتبرها بمعنى الشك والشبهة العظيمة، والكلمة مأخوذة في الأصل من " مريت الناقة " بمعنى عصر ثدي الناقة بعد حلبها أملا بوجود بقايا الحليب فيه، ولأن هذا العمل مع الشك والتردد، فقد وردت هذه الكلمة بهذا المعنى.