والحقيقة أنه ليس هناك أكثر من نفختين، ومسألة الفزع والرعب العام في الواقع هي مقدمة لموت جميع البشر والذي يتم بعد النفخة الأولى أو الصيحة الأولى، كما أن نفخة الجمع هي تتمة لنفخة الإحياء والبعث، وبهذا الشكل فلا يوجد أكثر من نفختين (نفخة الموت) و (نفخة الإحياء)، وهناك شاهد آخر على هذا القول وهو الآيتان (6 و 7) من سورة النازعات، اللتان تقولان: يوم ترجف الراجفة، تتبعها الرادفة.
3 2 - ما هو صور إسرافيل:
هناك سؤال يتبادر إلى الذهن، وهو: كيف تملأه أمواج الصور الصوتية كل العالم في نفس اللحظة؟ رغم أننا نعلم أن سرعة الأمواج الصوتية بطيئة ولا تتجاوز ال (240) مترا في الثانية، في حين أن سرعة الضوء هي أكثر بمليون مرة من هذه السرعة إذ تبلغ (300) ألف كيلومتر في الثانية.
يجب الاعتراف في البداية بأن معلوماتنا بشأن هذا الموضوع هي كمعلوماتنا بشأن الكثير من المسائل المتعلقة بيوم القيامة، فهي معلومات عامة لا أكثر، إذ نجهل الكثير من تفاصيل ذلك اليوم كما قلنا.
والتدقيق في الروايات الواردة في المصادر الإسلامية بشأن تفسير كلمة (الصور) تبين عكس ما يتصور البعض من أن (الصور) هو (زمارة) أو (مزمار) أو (بوق) اعتيادي.
وقد جاء في رواية عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنه قال: " إن الصور قرن عظيم له رأس واحد وطرفان، وبين الطرف الأسفل الذي يلي الأرض إلى الطرف الأعلى الذي يلي السماء مثل تخوم الأرضين إلى فوق السماء السابعة، فيه أثقاب بعدد أرواح الخلائق " (1).