من طريق الغرب في مهامة الخيالات، فتأدوا إلى نتائج وإن كانت غير ما قرره علماء الدين الإسلامي إلا أنها خطوة كبيرة في سبيل إثبات أمر عظيم كان قد أحيل إلى عالم الأمور الخرافية) (1).
والكلام في هذا المجال كثير، إلا أن خلاصته أنهم اعتبروا الوحي تجليا للوجدان الخفي وإظهارا لعالم اللاشعور في الانسان الذي هو أقوى بكثير من عالم الشعور فيه وبما أن الأنبياء كانوا رجالا متميزين فقد كانوا يتمتعون بوجدان قوي جدا وذي ترشحات مهمة.
نقد وتحليل واضح أن ما تقوله هذه المجموعة هو افتراض بحت، حيث لم يذكروا أي دليل على ذلك، وفي الحقيقة فقد اعتبروا الأنبياء أفرادا لهم نبوغ فكري وشخصية عظيمة، دون أن يقبلوا بارتباطهم بمصدر عالم الوجود (الخالق العظيم) واكتسابهم للعلوم عن طريقه ومن خارج كيانهم.
إن مصدر خطئهم هو أنهم أرادوا قيا س الوحي وفقا لمعايير العلوم التجريبية، ونفي أي شئ خارج دائرتها، وجميع الموجودات في هذا العالم يجب أن تدرك بهذا المعيار، وإلا فهو غير موجود.
هذا الأسلوب من التفكير ترك آثاره السيئة، ليس في موضوع الوحي فحسب، بل في العديد من البحوث الفلسفية والعقائدية الأخرى. لذا فإن هذا التفكير مرفوض من أساسه، لأنهم لم يذكروا أي دليل على تقييد جميع الكائنات في العالم بالكائنات المادية وما ينتج عنها.
3 3 - النبوغ الفكري البعض الآخر تجاوز هذه الأقوال وأعلن بشكل رسمي أن الوحي نتيجة