متوجها إلى داره وقد مضى ربع من الليل ومعه كميل بن زياد (رحمه الله) وكان من خيار شيعته ومحبيه فوصل في الطريق إلى باب رجل يتلو القرآن في ذلك الوقت ويقرأ قوله تعالى أمن هو قانت أناء الليل... الآية بصوت شجي حزين فاستحسن كميل ذلك في باطنه وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئا، فالتفت صلوات الله عليه إليه وقال: يا كميل لا يعجبك طنطنة الرجل إنه من أهل النار سأنبئك بعد، فيما يصدر فتحير كميل مكاشفة له على ما في باطنه ولشهادته بدخول النار مع كونه في هذا الأمر وتلك الحالة الحسنة ومضى مدة متطاولة إلى أن آل حال الخوارج إلى ما آل وقاتلهم أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانوا يحفظون القرآن كما أنزل، فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى كميل وهو واقف بين يديه والسيف في يده يقطر دما ورؤوس أولئك الكفرة الفجرة مجلقة على الأرض فوضع رأس السيف على رأس من تلك الرؤوس وقال: يا كميل أمن هو قانت... الآية أي هو ذلك الشخص الذي كان يقرأ القرآن في تلك الليلة فأعجبك حاله قبل كيمل قدميه (عليه السلام) واستغفر الله. (1).
* * *