سرعة إيجادهم، لأنه سبحانه إذا نفخ النفخة الثانية، أعادهم عقيب ذلك، فيقومون من قبورهم أحياء (ينظرون) أي: ينتظرون ما يفعل بهم، وما يؤمرون به.
(وأشرقت الأرض بنور ربها) أي: أضاءت الأرض بعدل ربها يوم القيامة، لأن نور الأرض بالعدل، كما أن نور العلم بالعمل، عن الحسن، والسدي. وقيل:
بنور يخلقه الله عز وجل، يضئ به أرض القيامة، من غير شمس ولا قمر. (ووضع الكتاب) أي: كتب الأعمال التي كتبتها الملائكة على بني آدم، توضع في أيديهم، ليقرأوا منها أعمالهم. والكتاب: اسم جنس، فيؤدي معنى الجمع أي: يوضع كتاب كل انسان في يمينه، أو شماله (وجئ بالنبيين والشهداء) أي: يؤتي بهم.
والشهداء هم الذين يشهدون للأنبياء على الأمم بأنهم قد بلغوا، وأن الأمم قد كذبوا، عن ابن عباس، وسعيد بن جبير. وقيل: هم الذين استشهدوا في سبيل الله، عن السدي. وقيل: هم عدول الآخرة يشهدون على الأمم بما شاهدوا، عن الجبائي، وأبي مسلم. وهذا كما جرت العادة بأن القضاء يكون بمشهد الشهداء والعدول. وقيل: هم الحفظة من الملائكة، ويدل عليه قوله (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد). وقيل: هم جميع الشهداء من الجوارح، والمكان، والزمان (وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون) أي: يفصل بينهم بمر الحق، لا ينقص أحد منهم شيئا مما يستحقه من الثواب، ولا يفعل به ما لا يستحقه من العقاب.
(ووفيت كل نفس ما عملت) أي: يعطي كل نفس عاملة بالطاعات، جزاء ما عملته على الوفاء والكمال، دون النقصان (وهو أعلم بما يفعلون) أي: والله سبحانه أعلم من كل أحد بما يفعلونه من طاعة، أو معصية. ولم يأمر الملائكة بكتابة الأعمال لحاجة إلى ذلك، بل لزيادة تأكيد، وليعلموا أنه يجازيهم بحسب ما عملوا.
النظم: اتصل قوله. (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) بقوله: (وما قدروا الله حق قدره) أي: ما عظموه حق عظمته، إذ عبدوا معه غيره، مع اقتداره على السماوات والأرض.
(وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على