بيضاء من غير سوء واضمم إليك جناحك من الرهب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين [32] قال رب إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون [33] وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءا يصدقني إني أخاف أن يكذبون [34] قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون [35]) *.
القراءة: قرأ أهل الحجاز والبصرة من الرهب بفتح الراء والهاء وقرأ حفص من الرهب بفتح الراء وسكون الهاء والباقون بضم الراء وسكون الهاء وقرأ أهل البصرة وابن كثير فذانك بالتشديد والباقون بالتخفيف وقرأ أبو جعفر ونافع ردا بغير همزة والباقون بالهمزة وقرأ عاصم وحمزة يصدقني بالرفع والباقون يصدقني بالجزم وفي الشواذ قراءة الحسن عضدك.
الحجة: الرهب والرهب لغتان مثل الرشد والرشد والرهب والرهب مثل الشمع والشمع والنهر والنهر وقوله (فذانك) قد مضى القول فيه فيما تقدم وقال الزجاج التشديد تثنية ذلك والتخفيف تثنية ذاك وجعل بدل اللام في ذلك تشديد النون ومن قرأ ردا فإنه خفف الهمزة وذلك حكم الهمزة إذا خففتها وكان قبلها ساكن أن تحذف وتلقى حركتها على الساكن قبلها ومن قرأ يصدقني بالرفع جعله صفة للنكرة وتقديره ردءا مصدقا ومن قرأ بالجزم كان على معنى الجزاء أي إن أرسلته يصدقني وفي عضد خمس لغات عضد وعضد وعضد وعضد وعضد وأفصحها عضد مثل رجل.
الاعراب: قوله إلى فرعون يتعلق بما يتعلق به من من قوله (برهانان من ربك) ويجوز أن يتعلق بمحذوف كما تقدم ذكره في قوله في تسع آيات. إلى فرعون وهارون عطف بيان. ردءا نصب على الحال والباء في قوله بآياتنا يحتمل ثلاثة أوجه أحدها:
أن يتعلق بيصلون والثاني: أن يتعلق بنجعل والثالث: أن يتعلق بقوله (الغالبون).
المعنى: ثم بين سبحانه تمام قصة موسى عليه السلام فقال (وأن ألق عصاك) إنما أعاد سبحانه هذه القصة وكررها في السور تقريرا للحجة على أهل الكتاب واستمالة