يريد انجلى البازل من الامر. وقال ابن عباس: أسلم وجهه لله: اخلص عمله لله. وقال الربيع: اخلص لله. وقال الحسن: يعني بوجهه: وجهه في الدين. وقيل معناه استسلم لامر الله. ومن الوجه يقال: توجه توجها، وواجه مواجهة، وتواجهوا تواجها. والجهة: النحو. تقول: كذا على وجه كذا، والوجهة القبلة شبهها في كل وجهة: اي كل وجه استقبلته، واخذت فيه. وتقول توجهوا إليك، ووجهوا إليك. كل يقال: غير أن قولك: توجهوا إليك على معنى ولو إليك وجوههم. والتوجه الفعل اللازم. والوجاه والتجاه لغتان: وهو ما استقبل شئ شيئا تقول دار فلان تجاه دار فلان. والمواجهة: استقبالك بكلام أو بوجه. وأصل الباب الوجه مستقبل كل شئ ووجه الانسان: محياه. ونقيض الوجه القفاء. ويقال:
وجه الكلام، تشبيها بوجه الانسان، لأنه أول ما يبدو منه، ويعرف به. وقد يقال في الجواب: هذا وجه وذلك خلف، تشبيها أيضا من جهة الحسن، لان الغالب في الوجه انه أحسن. ويقال: هذا وجه الرأي الذي يبدوا منه، ويعرف به.
والوجه من كل شئ: أول ما يبدو، فيظهر بظهور ما بعده.
وقوله: " وهو محسن " في موضع نصب، لأنه في موضع الحال. وإنما قال:
" فله اجره " على التوحيد، ثم قال: " ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " على الجمع لان (من) لفظها لفظ الواحد، ومعناها الجمع، فمرة تحمل على اللفظ: وأخرى على المعنى كما قال: " ومنهم من يستمع إليك " (1) وفي موضع اخر " ومنهم من يستمعون إليك " (2). وقال الفرزدق:
تعال فان عاهدتني لا تخونني * نكن مثل من يا ذئب يصطحبان (3)