وأحل لهما كل شئ بشرط الا يشركا بالله ولا يشربا الخمر ولا يزنيا، ولا يقتلا النفس التي حرم الله فعرضت لهما امرأة للحكومة فمالا إليها، فقالت لهما لا أجيبكما حتى تعبدا صنما وتشربا الخمر، وتقتلا النفس، فعبدا الصنم وواقعاها، وقتلا سائلا مر بهما خوفا ان يشهر أمرهما في حديث طويل، لا فائدة في ذكره. قال كعب فوالله ما أمسيا من يومهما الذي اهبطا فيه حتى استكملا جميع ما نهيا عنه فتعجبت الملائكة من ذلك ثم لم يقدر هاروت وماروت على الصعود إلى السماء وكانا يعلمان الناس السحر ومن قال: بعصمة الملائكة، لم يجز هذا الوجه. وقال قوم من أهل التأويل: ان ذلك على عهد إدريس. وإنما قوله: " إنما نحن فتنة ".
اللغة:
فالامتحان والفتنة والاختبار نظائر. يقال فتنه فتنة وافتتن افتتانا. وقال أبو العباس، فتن الرجل وأفتن (1) بمعنى اختبر. وتقول: فتنت الرجل، وأفتنته.
ولغة قريش: فتنته قال الله تعالى: " وفتناك فتونا " (2) وقال " ولقد فتنا سليمان " (3)، وقال أعشى همدان:
لئن فتنتني فهي بالأمس أفتنت * سعيدا فأمسى قد قلا كل مسلم (4) فجاء باللغتين. وقوله تعالى: " فظن داود أنما فتناه " (5) اي اختبرناه.
ويقال فتنت الذهب في النار: إذا اختبرته فيها، لتعلم أخالص هو أم مشوب. فقيل - لكل ما أحميته في النار: - فتنته. وتقول فتنت الخبزة في النار: إذا أنضجتها.
ومثله يقال في اللحم. قوله: " والفتنة أشد من القتل " (6) اي الكفر أشد