أهل أيلة: قرية على شاطئ البحر. وروي ذلك عن أبي جعفر " ع ".
وقوله: " نكالا " قال ابن عباس: عقوبة. وقال غيره: ينكل بها من يراها. وقيل: انها شهرة، لان النكال: الاشتهار بالفضيحة، ذكر ذلك الجبائي.
وليس بمعروف.
والنكال الارهاب للغير واصله المنع، لأنه مأخوذ من النكل وهو القيد، وهو أيضا اللجام وكلاهما مانع.
وقوله: " لما بين يديها وما خلفها ". روي عن عكرمة عن ابن عباس: انه أراد ما بين يديها وما خلفها من القرى. وروي عن الضحاك عن ابن عباس انه: أراد ما بين يديها يعني: من بعدهم من الأمم. وما خلفها الذين كانوا معهم باقين. وقال السدي (ما بين يديها): من ذنوبها (وما خلفها) يعني: عبرة لمن يأتي بعدهم من الأمم. وقال قتادة (لما بين يديها) ذنوبها (وما خلفها): عبرة لمن يأتي خلفهم:
بعدهم من الأمم وقال قتادة لما بين يديها ذنوب القوم وما خلفها الحيتان التي أصابوها وقال مجاهد: ما بين يديها ما مضى من خطاياهم. وما خلفها من خطاياهم: التي أهلكوا بها (وموعظة للمتقين). خص المتقين بها - وان كانت موعظة لغيرهم -، لانتفاع المتقين بها دون الكافرين. كما قلناه في غيره. كقوله: " هدى للمتقين ". واصل النكال العقوبة تقول: نكل فلان ينكل تنكلا ونكالا قال عدي بن زيد:
لا يسخط المليك ما يصنع * العبد ولا في نكاله تنكير (1) وأقوى التأويلات ما رواه الضحاك عن ابن عباس: من أنها كناية عن العقوبة والمسخة التي مسخها القوم، لان في ذلك إشارة إلى العقوبة التي حلت بالقوم - وان كانت باقي الأقوال أيضا جائزة.