قال: أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فان لكم ما سألتم. وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله، ويقتلون النبيين بغير الحق. ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " (61) آية بلا خلاف.
القراءة:
قرأ أهل المدينة: النبيئين - بالهمز - الباقون بغير همزة. وترك الهمزة هو الاختيار.
اللغة:
واختلفوا في اشتقاقه. فقال بعضهم: من انبائك الامر: كأنه أنبأ عن الله وأخبر عنه. فترك الهمز ذلك لكثرة ما يجزي. وقال الكسائي: النبي: الطريق يراد به أنه علم وطريق إلى الحق. واصله من النبوة والنجوة: المكان المرتفع. ومن قال:
هو مشتق من الانباء، قال: جاء فعيل بمعنى مفعل: كما قال: سميع بمعنى مسمع.
كذلك قالوا: نبئ بمعنى منبأ، وبصير بمعنى مبصر. وأبدل مكان الهمزة من النبئ الياء، فقالوا: نبي (1) هذا ويجمع النبي أنبياء. وإنما جمعوه كذلك، لأنهم ألحقوا النبي بابدال الهمزة منه ياء. فالنعوت التي تأتي على تقدير فعيل من ذوات الياء والواو وذلك كقولهم: ولي وأولياء. ووصي وأوصياء. ودعي وأدعياء. لو جمعوه على أصله، والواحد بني ليعتل إليها، لان فعيلا تجمع فعلاء: كقولهم: سفيه وسفهاء وفقيه وفقهاء. وشريك وشركاء. وقد سمع من العرب: النبآء. وذلك في لغة من همز النبي. ومن قول العباس بن مرداس السلمي في وصف النبي صلى الله عليه وآله ومدحه:
يا خاتم النبآء انك مرسل * بالخير كل هدى السبيل هداكا (2)