ثم قال: وكيف اختلط النور والظلمة (1)، وهذا من طبعه الصعود، وهذه من طبعها النزول؟ أرأيتم لو أن رجلا أخذ شرفا يمشي إليه والاخر غربا أكان يجوز [عندكم] (2) أن يلتقيا ما داما سائرين على وجوههما؟ قالوا: لا.
قال: فوجب أن لا يختلط النور والظلمة، لذهاب كل واحد منهما في غير جهة الاخر، فكيف حدث هذا العالم من امتزاج ما هو محال أن يمتزج؟ بل هما مدبران جميعا مخلوقان، فقالوا: سننظر في أمورنا.
ثم أقبل على مشركي العرب فقال:
وأنتم فلم عبدتم الأصنام من دون الله؟ فقالوا: نتقرب بذلك إلى الله تعالى.
فقال: أو هي سامعة مطيعة لربها، عابدة له، حتى تتقربوا بتعظيمها إلى الله؟
قالوا: لا.