تفسير الإمام العسكري (ع) - المنسوب إلى الإمام العسكري (ع) - الصفحة ٤٧٩
أعداؤكم من اليهود إلى شتم رسول الله صلى الله عليه وآله وشتمكم.
وقولوا: (انظرنا)، أي قولوا بهذه اللفظة، لا بلفظة راعنا، فإنه ليس فيها ما في قولكم: راعنا، ولا يمكنهم أن يتوصلوا بها إلى الشتم كما يمكنهم بقولهم راعنا (واسمعوا) إذا قال لكم رسول الله صلى الله عليه وآله قولا وأطيعوا.
(وللكافرين) يعنى اليهود الشاتمين لرسول الله صلى الله عليه وآله (عذاب أليم) وجيع في الدنيا إن عادوا بشتمهم، وفي الآخرة بالخلود في النار. (1) [مدح سعد بن معاذ] 306 - ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عباد الله هذا سعد بن معاذ من خيار عباد الله آثر رضى الله على سخط قراباته وأصهاره من اليهود، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وغضب لمحمد رسول الله، ولعلي ولي الله ووصي رسول الله، أن يخاطبا بما لا يليق بجلالتهما، فشكر الله له تعصبه (2) لمحمد وعلي، وبوأه في الجنة منازل كريمة، وهيأ له فيها خيرات واسعة لا تأتي الألسن على وصفها، ولا القلوب على توهمها (3) والفكر فيها، ولسلكة من مناديل موائده (4) في الجنة خير من الدنيا بما فيها من زينتها ولجينها وجواهرها، وسائر أموالها ونعيمها.
فمن أراد أن يكون فيها رفيقه وخليطه، فليتحمل (5) غضب الأصدقاء والقرابات وليؤثر عليهم رضى الله في الغضب لرسول الله [محمد].

١) عنه البحار: ٦ / ٣٤ ح ٤٦ قطعة، ج ٩ / ٣٣١ ح ١٨، والبرهان: ١ / ١٣٨ ح ١، ومستدرك الوسائل: ١ / 351 ح 4 باب 92.
2) " لغضبه " ص.
3) " توسمها " خ ل. توسم الشئ: تفرسه.
4) " وموائد نعمتها " أ، ب، ط، والبرهان.
5) " فليحتمل " س، ص، د.
(٤٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 474 475 476 477 478 479 480 481 482 483 484 ... » »»
الفهرست