ما عن قولي أقول لك هذا، بل أقوله عن قول محمد صلى الله عليه وآله، فذلك قوله تعالى:
(وعملوا الصالحات) قضوا الفرائض كلها، بعد التوحيد واعتقاد النبوة والإمامة وأعظمها [فرضا] (1): قضاء حقوق الاخوان في الله، واستعمال التقية من أعداء الله عز وجل (2) [في وجوب الاهتمام بالتقية وقضاء حقوق المؤمنين:] 162 - قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مثل مؤمن لا تقية له كمثل جسد لا رأس له، ومثل مؤمن لا يرعى حقوق إخوانه المؤمنين، كمثل من حواسه كلها صحيحة فهو لا يتأمل بعقله، ولا يبصر بعينه، ولا يسمع باذنه، ولا يعبر بلسانه عن حاجته، ولا يدفع المكاره عن نفسه بالادلاء بحججه (3) ولا يبطش لشئ بيديه، ولا ينهض إلي شئ برجليه، فذلك قطعة لحم قد فاتته المنافع، وصار غرضا لكل المكاره، فكذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه، فاته ثواب (4) حقوقهم، فكان كالعطشان بحضرة الماء البارد فلم يشرب حتى طفى (5) وبمنزلة ذي الحواس لم يستعمل شيئا منها لدفاع مكروه، ولا لانتفاع محبوب، فإذا هو سليب كل نعمة، مبتلى بكل آفة. (6) 163 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: التقية من أفضل أعمال المؤمن، يصون بها نفسه وإخوانه عن الفاجرين.