أسلافهم؟ وهو يقول عز وجل: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) (1) فقال زين العابدين عليه السلام: إن القرآن [نزل] (2) بلغة العرب، فهو يخاطب فيه أهل [هذا] اللسان بلغتهم، يقول الرجل التميمي (3) - قد أغار قومه على بلد وقتلوا من فيه -:
أغرتم على بلد كذا [وكذا] وقتلتم (4) كذا، ويقول العربي أيضا: نحن فعلنا ببني فلان، ونحن سبينا آل فلان ونحن خربنا بلد كذا، لا يريد أنهم باشروا ذلك، ولكن يريد هؤلاء بالعذل (5) وأولئك بالافتخار (6) أن قومهم فعلوا كذا.
وقول الله تعالى في هذه الآيات إنما هو توبيخ لأسلافهم، وتوبيخ العذل على هؤلاء الموجودين، لان ذلك هو اللغة التي بها أنزل القرآن، فلان هؤلاء الاخلاف أيضا راضون بما فعل أسلافهم، مصوبون ذلك لهم، فجاز أن يقال [لهم] (7): أنتم فعلتم، أي إذ رضيتم بقبيح فعلهم. (8) قوله عز وجل: " وإذ قال موسى لقومه ان الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون. قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين. قال ادع لنا ربك يبين لنا ما