من بحار نيرانها، وحياض غسلينها وغساقها، وأودية قيحها ودمائها وصديدها، وزبانيتها بمرزباتها، وأشجار زقومها، وضريعها وحياتها [وعقاربها] وأفاعيها، وقيودها وأغلالها وسلاسلها وأنكالها (1) وسائر أنواع البلايا والعذاب المعد فيها.
ثم قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله لبني إسرائيل: أفلا تخافون عقاب ربكم في جحدكم لهذه الفضائل التي اختص بها محمدا وعليا وآلهما الطيبين؟ (2) [في أن للرسول الله صلى الله عليه وآله من المعجزات ما كان للأنبياء عليهم السلام:] 292 - فقيل لأمير المؤمنين عليه السلام: يا أمير المؤمنين فهذه آية موسى في رفعه الجبل فوق رؤوس الممتنعين عن قبول ما أمروا به، فهل كان لمحمد آية مثلها؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إي والذي بعثه بالحق نبيا، ما من آية كانت لاحد من الأنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلى محمد صلى الله عليه وآله إلا وقد كان لمحمد مثلها وأفضل منها، ولقد كان لرسول الله صلى الله عليه وآله نظير هذه الآية إلى آيات اخر ظهرت له.
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما أظهر بمكة دعوته، وأبان - عن الله عز وجل - مراده، رمته العرب عن قسي عداوتها بضروب إمكانهم (3) ولقد قصدته يوما - وإني كنت أول الناس إسلاما، بعث يوم الاثنين، وصليت معه يوم الثلاثاء: وبقيت معه أصلي سبع سنين حتى دخل نفر في الاسلام وأيد الله تعالى دينه من بعد - فجاءه قوم من المشركين فقالوا له:
يا محمد تزعم أنك رسول رب العالمين ثم أنك لا ترضى بذلك حتى تزعم