قال: فمضى علي عليه السلام لامر الله، ونبذ العهود إلى أعداء الله، وأيس المشركون من الدخول بعد عامهم ذلك إلى حرم الله وكانوا عددا كثيرا وجما غفيرا، غشاه الله نوره، وكساه فيهم هبة وجلالا، لم يجسروا معها على اظهار خلاف ولا قصد بسوء.
قال: فذلك قوله:
(ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه).
وهي مساجد خيار المؤمنين بمكة لما منعوهم من التعبد فيها بأن ألجاءوا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الخروج عن مكة (وسعى في خرابها) خراب تلك المساجد لئلا تعمر (1) بطاعة الله، قال الله تعالى (أولئك ما كان لهم أن يدخلوها الا خائفين) أن يدخلوا بقاع تلك المساجد في الحرم الا خائفين من عدله (2) وحكمه النافذ عليهم - أن يدخلوها كافرين - بسيوفه وسياطه (لهم) لهؤلاء المشركين في (الدنيا خزي) وهو طرده إياهم عن الحرم، ومنعهم أن يعودوا إليه (ولهم في الآخرة عذاب عظيم) (3).
[تخليفه صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في غزوة تبوك] 331 - وقال [الباقر، عن] علي بن الحسين عليهم السلام: ولقد كان من المنافقين والضعفاء من أشباه المنافقين مع رسول الله صلى الله عليه وآله أيضا قصد إلى تخريب المساجد بالمدينة، وإلى تخريب مساجد الدنيا كلها بما هموا به من قتل [أمير المؤمنين] علي عليه السلام بالمدينة، ومن قتل رسول الله صلى الله عليه وآله في طريقهم إلى العقبة، ولقد زاد الله تعالى في ذلك السير إلى تبوك في بصائر المستبصرين وفي قطع معاذير