الله) عز وجل فيعمل بطاعة الله، ويأمر الناس بها، ويصبر على ما يلحقه من الأذى فيها، فيكون كمن باع نفسه، وسلمها مرضاة الله عوضا منها، فلا يبالي ما حل بها بعد أن يحصل لها رضاء ربها (والله رؤوف بالعباد) كلهم.
أما الطالبون لرضاه، فيبلغهم أقصى أمانيهم، ويزيدهم عليها ما لم تبلغه آمالهم وأما الفاجرون في دينه فيتأناهم، ويرفق بهم، ويدعوهم إلى طاعته، ولا يقطع من علم أنه سيتوب عن ذنوبه التوبة الموجبة له عظيم كرامته (1).
[ذكر جلاله قدر بلال] 365 - قال علي بن الحسين عليهما السلام: وهؤلاء (1) خيار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله عذبهم أهل مكة ليفتنوهم عن دينهم، منهم بلال، وصهيب، وخباب، وعمار بن ياسر وأبواه:
فأما بلال، فاشتراه أبو بكر بن أبي قحافة بعبدين له أسودين، ورجع إلى النبي صلى الله عليه وآله فكان تعظيمه لعلي بن أبي طالب عليه السلام أضعاف تعظيمه لأبي بكر.
فقال المفسدون: يا بلال كفرت النعمة، ونقضت ترتيب الفضل، أبو بكر مولاك