وكذلك سائر قريش السائلين لما سألوه هذا إنما أمهلوا لان الله علم أن بعضهم سيؤمن بمحمد، وينال به السعادة، فهو تعالى لا يقطعه عن تلك السعادة، [ولا يبخل بها عليه (1)، أو من يولد منه مؤمن فهو ينظر أباه لايصال ابنه إلى السعادة]، ولولا ذلك لنزل العذاب بكافتكم فانظر نحو السماء.
فنظر فإذا أبوابها مفتحة، وإذا النيران نازلة منها مسامتة (2) لرؤوس القوم تدنو منهم حتى وجدوا حرها بين أكتافهم، فارتعدت فرائص (3) أبي جهل والجماعة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تروعنكم فان الله لا يهلككم بها، وإنما أظهرها عبرة.
ثم نظروا، وإذا قد خرج من ظهور الجماعة أنوار قابلتها ورفعتها ودفعتها حتى أعادتها في السماء كما جاءت (4) منها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بعض هذه الأنوار أنوار من قد علم الله أنه سيسعده بالايمان بي منكم من بعد، وبعضها أنوار ذرية طيبة ستخرج من بعضكم ممن لا يؤمن وهم مؤمنون (5).
قوله عز وجل: " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ان الله على كل شئ قدير ": 109