قوله عز وجل: " أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل ": ١٠٨.
٣١٣ - قال الإمام عليه السلام: قال علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام:
(أم تريدون) بل تريدون يا كفار قريش واليهود (أن تسئلوا رسولكم) ما تقترحونه من الآيات التي لا تعلمون هل فيها صلاحكم أو فسادكم (كما سئل موسى من قبل) واقترح عليه لما قيل له ﴿لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة﴾ (1).
(ومن يتبدل الكفر بالايمان) بعد جواب الرسول له إن ما سأله لا يصلح اقتراحه على الله (2) وبعدما يظهر الله تعالى له ما اقترح إن كان صوابا.
" ومن يتبدل الكفر بالايمان " بأن لا يؤمن عند مشاهدة ما يقترح من الآيات أو لا يؤمن إذا عرف أنه ليس له أن يقترح، وأنه يجب أن يكتفي بما قد أقامه الله تعالى من الدلالات، وأوضحه من الآيات البينات، فيتبدل الكفر بالايمان بان يعاند ولا يلتزم الحجة القائمة عليه (فقد ضل سواء السبيل) أخطأ قصد الطرق المؤدية إلى الجنان، وأخذ في الطرق المؤدية إلى النيران.
قال عليه السلام: قال تعالى [لليهود]: يا أيها اليهود (أم تريدون) بل تريدون من بعد ما آتيناكم (أن تسئلوا رسولكم).
وذلك أن النبي صلى الله عليه وآله قصده عشرة من اليهود يريدون أن يتعنتوه (3) ويسألوه عن أشياء يريدون أن يتعانتوه بها، فبينا هم كذلك إذ جاء أعرابي كأنما يدفع في قفاه، قد علق على عصا - على عاتقه - جرابا مشدود الرأس، فيه شئ قد ملأه لا يدرون ما هو فقال: يا محمد أجبني عما أسألك.